أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا يستبعد توجيه مزيد من الضربات ضد قادة حركة حماس "أينما كانوا"، وذلك بالتزامن مع انعقاد قمة عربية–إسلامية طارئة في الدوحة دعماً لقطر بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة الحركة في 9 سبتمبر على أراضيها.
الغارة مثّلت تصعيداً غير مسبوق في المواجهة، إذ ضربت إسرائيل في قلب الخليج العربي، في وقت لا يزال فيه الإقليم مضطرباً منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنّته حماس وأشعل حرب غزة. ووفقاً للحركة، أسفر الهجوم عن مقتل خمسة من أعضائها بينهم نجل رئيس مكتبها السياسي في الخارج، فيما أعلنت قطر مقتل أحد عناصر أمنها، بينما نجا أبرز قادتها من الضربة.
في المقابل، عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارته لإسرائيل عن دعم قوي لموقف نتنياهو، مؤكداً أن إنهاء الحرب يتطلب إفراج حماس عن جميع الرهائن البالغ عددهم 48 وتسليم سلاحها. ورغم تأكيده على أهمية الحل الدبلوماسي، شدد روبيو على ضرورة الاستعداد لسيناريو استمرار الحرب. اللافت أن واشنطن لم تُبلَّغ مسبقاً بالغارة على قطر، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التحذير من المساس بعلاقات بلاده مع الدوحة، واصفاً الأخيرة بـ"الحليف المهم".
القمة التي عقدت في الدوحة جمعت قادة عرباً ومسلمين من بينهم إيران وتركيا والسعودية، وأكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ضرورة اتخاذ "خطوات عملية وحاسمة" رداً على ما وصفه بـ"العمل الجبان والغادر"، مذكّراً بأن الضربة وقعت بينما كانت قيادة حماس تدرس مقترحاً أميركياً لوقف إطلاق النار. غير أن البيان الختامي جاء أقل حدة من المسودة التي اطّلعت عليها رويترز، إذ خلا من لغة تشير إلى تهديد عملية التطبيع في المنطقة، لكنه دعا الدول إلى مراجعة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل. أما مجلس التعاون الخليجي فأصدر بياناً منفصلاً حذّر فيه من أن استمرار "السياسات العدوانية" يهدد مستقبل التفاهمات القائمة مع تل أبيب.
شدد رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة على أن ممارسات إسرائيل "تضع العراقيل أمام أي فرص لاتفاقات سلام جديدة، بل وتنسف القائم منها". في هذه الأثناء، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة، حيث قُتل 16 فلسطينياً على الأقل جراء غارات استهدفت منزلين وخيمة للنازحين في مدينة غزة، كما دمر برجاً من 16 طابقاً في غرب المدينة بعد إنذار سكانه بإخلائه، مبرراً الهجوم بوجود "بنية تحتية إرهابية".
من جهته، لمح نتنياهو إلى احتمال اتخاذ خطوات أحادية الجانب رداً على مساعي بعض الدول، مثل فرنسا وبريطانيا، للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، قائلاً إن "الإجراءات الأحادية ضد إسرائيل تستدعي إجراءات أحادية من جانبها". ولمّح إلى أن توسيع السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية يظل "خياراً مستقبلياً مطروحاً".
ورغم الحراك الدبلوماسي الكثيف بين القدس والدوحة، يستمر النزيف في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى 64 ألفاً وفق وزارة الصحة الفلسطينية، منذ بدء الحرب التي أشعلها هجوم حماس في أكتوبر الماضي وأودى بحياة نحو 1,200 إسرائيلي وفق التقديرات الرسمية. وبينما تواصل إسرائيل مساعيها لسحق الحركة عسكرياً، تبدو خيارات الحل السلمي بعيدة المنال، وسط انقسام إقليمي ودولي متصاعد بين دعم تل أبيب أو الضغط عليها لوقف التصعيد.
https://www.reuters.com/world/middle-east/israel-threatens-hamas-wherever-they-are-qatar-hosts-summit-2025-09-15/